عرض المصمم العالمي إيلى صعب أزياءه لخريف وشتاء 2007 ـ 2008 وكانت فاعلة الحضور إلى درجة لا يمكن امتلاكها بالنظر فقط ، فقد ذهبت الأقمشة الشفافة مع الألوان إلى أقصى حدود البصر، ولم تتوقف في مساحة البصر، بل زادت من هذه الحدود وتخطت المحسوس لتبلغ ذروة الإحساس التالي.
وانضمت تشكيلة صعب المميزة جداً إلى أعماله الذي اختار الجمال سبيلاً للحياة والإبداع ، ولم تكن هذه الميزة سوى مساحة أخرى تضاف إلى الإحساس إلى الجسد الأنثوي ، حسب ما ورد إلينا ' .
واكتملت الصورة الوافية لتؤلف جمال لا يغيب بأنواع الأقمشة المختلفة ، مثل الموسلين الحريري والمطرزات والجواهر والألوان والأقمشة الراقية ، وتجمعت كلها في مسافة الجسد الأنثوي.
واستطاع صعب من خلال أعماله الجديدة التي عرضت في باريس أن يرسم أفق الجمال التالي الذي لم نكن نعرفه، كنا نظن انه موجود، وبالفعل سقط هذا الظن وبرزت الحقيقة: صورة صافية تتجسد بالأقمشة والألوان والمطرزات، صورة تعكس حيوية الأنوثة وترفع من مستوى جمالها وتزيد عليها الفرح الذي يكاد يختفي من الوجود.
وتتميز تشكيلته بأنها أزياء راقية وفاعلة ومتفاعلة ومفتوحة على قلق جميل وحيرة لافتة ، وحسرة نارية تلفح الإحساس فتجعله يشرق ثم لا يهدأ مهما تبدلت الأوقات، ومهما تدخل المناخ في بناء اللحظة والزمن ، إنها أزياء تفتح باب الجمال ثم نوافذه فيخرج منها: عبق الحياة وأنوثة طاغية وأحلام هائلة ، وتكحل الأيام كما تكحل العين.